Page 156 - web
P. 156
دراسات أمنية
الهجرة غير المشروعة والجريمة عرض
كتاب
تأليف :أ.د .عثمان الحسن محمد نور ،ود .ياسر عوض الكريم المبارك
الناشر :جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية2008 ،
تعتبر الهجرة ظاهرة دولية تتباين في اتجاهاتها ومستوياتها من دولة لأخرى ،وتنبع في
الغالب من العوامل الاقتصادية التي تأتي في مقدمة الأسباب الدافعة إليها ،نتيجة القصور
التنموي لدى الدول المصدرة للمهاجرين ،وحاجة الدول المستقبلة للأيدي العاملة.
وليست كل أشكال الهجرة غير مشروعة ،فغالبية المهاجرين إلى دول مجلس التعاون
الخليجي ،مثاًلا ،من العمالة الشرعية ،كما تعتبر أوروبا من أهم مناطق العالم المستقبلة
للمهاجرين .وفي كلتا الحالتين فإن المهاجرين يبحثون عن مستوى جيد من المعيشة
بسبب تدني الحالة الاقتصادية وتفشي البطالة لدى بلدانهم .وفيما يتعلق بالهجرة غير عرض وتعليق
ومعاييرها وتياراتها وخصائصها والآثار المترتبة العلميهشار،ووعأةخ،طفاإرنههاا،تخوتترلتبفطمبانلجرحييمثة احرتجبامً ًطهاا أ .د .سيد عامر
مباشًًرا؛ حيث ُُتنشئ الكتلة البشرية المهاجرة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
وسً ًطا خصًًبا لارتكاب العديد من الجرائم ،خاصة في ظل التحديات الأمنية الراهنة التي من
156
أهمها النزاعات المسلحة ،والتغير المناخي والفقر الغذائي والأزمات الاقتصادية ،وتحديات
التقنيات الناشئة .ومن أهم الجرائم التي ترتبط بالهجرة غير المشروعة بشكل مباشر جرائم
الإرهاب ،والاحتيال ،وتهريب وترويج المخدرات.
ولقد تناول هذا الكتاب العديد من جوانب الهجرة غير المشروعة ،فيما يتعلق بمفاهيمها
ومصطلحاتها ،والفرق بين الهجرة المشروعة وغير المشروعة ،والتهريب البشري ،والعلاقة
الممكنة بين اللجوء والهجرة ،وماهية الهجرة الدولية ودوافعها ومضاعفاتها في الدول
المستقبلة وآثارها على النسيج المجتمعي والمقومات الاقتصادية .كما تطرق الكتاب إلى
تيارات الهجرة غير المشروعة وخصائصها ،وبعض مساراتها ومعابرها في المنطقة العربية؛
كمعبر دول المغرب العربي لتيارات الهجرة غير المشروعة من إفريقيا إلى أوربا ،ومعبر تركيا
للمهاجرين من منطقة الشرق الأوسط وشرق أوربا إلى أوربا الغربية ،ومعبر مصر للمهاجرين
من إفريقيا إلى أوربا وأمريكا .وفي هذا السياق عرض الكتاب جهود الدول العربية ،سوا ٌٌء
كانت مصدرة أو مستقبلة للمهاجرين ،فيما يتعلق بمكافحة الهجرة غير المشروعة
من خلال سن القوانين وزيادة الرقابة على الحدود ،وتكثيف الحملات الإعلامية للتحذير
من أخطار التحايل واتباع وسائل غير مشروعة للسفر ،وسنت دول المغرب العربي العديد
من القوانين المكافحة للهجرة غير المشروعة ،منها ما سنته قمة الحوار التي عقدت في
تونس عام 2003لمحاربة الهجرة السرية ،وما سنته المملكة المغربية من عقوبة السجن
لمدة تصل إلى عشرين عا ًًما لكل من يساعد اللاجئين على الهجرة عبر الأراضي المغربية.
ومع هذه الجهود ،لا تزال أعداد المهاجرين في تزايد مطرد عبر مسارات الهجرة المختلفة
ومع تزايد التحديات الأمنية؛ ما يستلزم استباقية الأجهزة الأمنية في الدول المصدرة
والدول المستقبلة للتصدي لهذه الظاهرة .وعرج الكتاب إلى النظرة العالمية للهجرة غير
المشروعة وروابطها مع الجريمة ،وفند الاتفاقات الدولية لمكافحة تهريب المهاجرين
والآثار المترتبة على الهجرة غير المشروعة؛ حيث تعاني القارة الأوربية وأمريكا الشمالية
من الجرائم والتحديات المرتبطة بالمهاجرين؛ فقد أوجدت الهجرة غير المشروعة تكتلات
لمافيا الجرائم المنظمة والعصابات الإجرامية في العديد من الدول الأوربية ،وتعود هذه